رواية فتاة الترومبون PDF
من تأليف : أنطونيو سكارميتا
بعد النجاح العالمي لرواية ( ساعي بريد نيرودا ) أبحر الكاتب التشيلي أنطونيو سكارميتا في قص ملحمة فريدة : ملحمة سكان ساحل ميليسيا على البحر الأدريانيكي الذين هاجروا إلى تشيلي هرباً من الحروب والعنف.
في روايته السابقة ( عرس الشاعر )، روى اسباب ذلك الهروب، والمصير الغريب للأخوين كوبيتا : فأولهما ألقى بنفسه إلى البحر عندما لمح منهاتن، وواصل الثاني الرحلة إلى أن رست به السفينة في تشيلي.
وفي روايته الجيدة الآن ( فتاة الترمبون )، يواصل القصة في الأراضي التشيلية، حين يسلّم عازف ترومبون إلى إستبان طفلة في الثانية من عمرها مؤكداً له أنها حفيدته.
مقتطف من الرواية :
" اليوم لم تُطلق رصاصة واحدة، اليوم جرى دفن أنبياء المدافع والديناميت، اليوم تبددت حكاية أن الناس يستسلمون لإغواء الضوء الزائف ، اليوم تغرِّد الطيور على أكتافنا، العمّال يتقدمون بخوذهم الواقية من الأحياء الصناعية، ويأتي الفلاحون في شاحنات من المناطق المحيطة بسنتياغو، من لامبا، وتالاغانتي، وميليبيا، وسان برناردو، ومن ثيستيريا وبينيالولين، اليوم جاء الطلاّب، الكسولون منهم والمجدون، الجامعيون والمعهديون، الثانويون والتجاريون، الزراعيون والجبليون، الأحزاب وشبيبتها، الراية الإشتراكية الحمراء مع الراية الأمريكية اللاتينية البيضاء، المنجل والمطرقة الشيوعيان، القبضة الخضراء مع نجمتها الجمراء لحزب المابوتيستيين الفلاحي، رايات اليسار المسيحي الزرقاء والسوداء، راية أبطال الحرية للراديكاليين، ورايات جماعة المير الحمراء والسوداء، بائعات الحلويات في لاليغوا، الخبازون المعفرون بالدقيق، رجال الإطفاء المبللون، الراقصون وفرق الباليه، الممثلات المبحوحات، الأطفال ذوو الرايات، ولو أن البراكين تمشي لكانت جاءت مع حممها، ولو أن نسور الكوندور تعلم لنزلت من أعالي الثلوج، على الساعات أن تثبت هذه اللحظة الحاسمة : فليتفضل أحدكم وينتزع عقاربها بأسنانه، لا بدّ من تثبيت التقويم بملاط الذهب".