كتاب استرجع قلبك PDF
رؤية ذاتية حول التحرر من قيود الحياة
من تأليف : ياسمين مجاهد
يحيا أغلب الناس حياة مفخخة بنفس المظاهر المتكررة من الحسرة وخيبة الأمل، ولا ندرك اسباب ذلك في أغلب الأحيان. << استرجع قلبك >> يتناول تحرير القلب من هذه العبودية؛ فهو يتناول رحلة داخل هذه الأفخاخ الخادعة وكيفية النجاة منها.
يهدف هذا الكتاب إلى إيقاظ القلوب وتقديم منظور جديد للحب والسعادة والفقدان والخسارة والأم، ولم يقتصر << استرجع قلبك >> ، على كونه دليلا يوجه القارئ نحو التنعم بحياة يملك فيها الدنيا ولا تتملكه؛ بل يمتد لكونه دليلا إلى كيفية حماية أثمن ما يملكه - ألا وهو القلب .
قبل أن تتمكن من ملء أي إناء، عليك أن تفرغه أولا، فالقلب إناء، ومثل أي إناء لا بدّ من إفراغه قبل التمكن من ملئه مرة أخرى، ولا يستطيع أي امرئ أن يأمل بملء قلبه بالله سبحانه وتعالى إذا كان إناؤه مملوءاً بغيره سبحانه وتعالى.
مقتطف من الكتاب :
إفراغ القلب لا يعني ألاّ تُحب، بل العكس من ذلك، فالحب الحقيقي مثلما يريده الله سبحانه وتعالى، يكون الأنقى عندما لا يبنى على علاقات زائفة، إنّ عملية إفراغ القلب أولاً نجدها في النصف الأول من الشهادة؛ لاحظ أنّ الشهادة تبدأ بنفي حاسم، بعملية إفراغ القلب ضرورية قبل أن نأمل الوصول إلى التوحيد الحقيقي، وقبل أن نرسخ إيماننا بالإله يجب أن نعلن أولاً : " لا إله " الإله هو محور العبادة، لكن ما ينبغي علينا فهمه أن الإله ليس مجرّد شيء ندعوه، الإله هو من تتمحور حياتنا حوله، هو من نطيع، هو من يكون لنا في قمّة الأهمية، وفوق كلّ شيء.
هو من نعيش له، ولا نستطيع العيش بدونه.
فكل شخص سواء أكان مُلحداً أم " لا أدرياً " أم مسلماً أم مسيحياً أم يهودياً لديه إله، المعبود لكثير من النّاس شيء موجود في هذه الحياة الدنيا، فبعض يعبد الغنى، وبعض يعبد المركز، وبعض يعبد الشهرة، وبعض يعبد قدراته العقلية، وبعض النَّاس يعبدون أشخاصاً، وكثير، كما يصفهم القرآن الكريم، يعبدون أنفسهم ورغباتهم وشهواتهم، يقول الله سبحانه وتعالى : { أّفَرَأًيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تّذَّكَرُون } ( الجاثية : 23 ).