-->
مكتبة الجاحظ مكتبة الجاحظ
روايات عربية

آخر المواضيع

روايات عربية
روايات عربية
جاري التحميل ...
روايات عربية

تحميل مباشر لــكتاب مسالك المعنى دراسات في الأنساق الثقافية pdf

كتاب مسالك المعنى دراسات في الأنساق الثقافية PDF

من تأليف : سعيد بنكراد



كتاب مسالك المعنى دراسات في الأنساق الثقافية pdf سعيد بنكراديجب التعامل مع المعنى، في اللغة والأشياء والممارسات، باعتباره كيانا هارباً من حالات التعيين المباشر ليستوطن الظل واللاشعور وبؤرة الفعل المنفلت من كل رقابة فالإنسان وحده، من بين كل الكائنات الحية ، يداري كينونته في الرمزي والإستعاري وفي كل حالات التعبير الإيحائي، وهذا الهروب الدائم هو الذي يحدد حجم الدلالات وسمكها وكامل امتداداتها الصريحة والضمنية في السلوك الإنساني، النفعي منه واللعبي على حدّ سواء.

قد تختفي هذه الدلالات أحيانا في تفاصيل تمثيلات استعارية مجردة، وقد تتخد أحيانا أخرى حالات تشخيص يحيل على فعل مباشر يوهم بالحقيقة " الكلية " للوجود الإنساني، ولكنه لن يكون، في جميع هذه الحالات، سوى محكيات تحتمي بها الذاكرة وتستعيد من خلالها زمنية ولت إلى الأبد، ففي كل جزئية تعبيرية، وفي كل أسناد القول تختفي إحالات لا رباط بينها وبين التجلي المباشر، عدا ما يمكن أن يكشف عنه الإرث الوجداني الذي نسيه العقل أو تناساه.


وهو ما يعني أن المعنى ليس كيانا جاهزاً، وليس معطى مرئياً تدركه الحواس دون وسائط، وليس كما ثابتا يُصنَّفُ استناداً إلى ما يؤكد أو يثبت أو ينفي أو يرد هذا السلوك إلى هذه القيمة أو تلك، إنه سيرورة خاضعة في وجودها وفي تحققها لمجموعة من الشروط، حاولت السيميائيات - غير الدوغمائية والبعيدة من كل مضمون - تحديد بعضها باعتبارها أيضا عن المماحكات اللغوية الفارغة من كل مضمون - تحديد بعضها باعتبارها القواعد الضمنية المنظمة للفعل المباشر والمتحكمة في طرق الإحالة على بعده التاريخي وخلفياته اللاشعورية وعمقه الأسطوري على حد سواء.

وذلك هو المدخل الرئيس الذي سيمكننا من التحول من التعرف المباشر على ما يَمْثُلُ أمام الحواس باعتباره سلسلة من المراجع الخرساء، إلى محاولة الإمساك بالهويات الدلالية التي من خلالها يتسلل الشيء والواقعة والكائنات إلى العالم الإنساني، ذلك أن هذا العالم يتحدد من خلال قدرة كل الأشياء والكائنات التي تؤثثه على إنتاج الدلالات، فخارج هذه القدرة لن يكون العالم كله سوى مجموعة من الكيانات الخرساء التي تتحرك خارج الزمنية الإنسانية


إنَّنا نبحث في محيطنا، من خلال مساءلة البديهي والعادي والمألوف ، عن هوية أخرى غير ما تقوله الذات عن نفسها، وغير ما هو مثبّت في الإنتماءات والعقائد الكبرى التي لا نتذكرها إلا في المناسبات أو في الطقوس التي نمارسها خوفاً من آت، أو أسى على زمن ولَّى إلى الأبد، وذلك يقتضي رد الظاهر إلى جوهلاه، والكشف عمّا يختفي وراء الواجهات؛ إنّ المعنى لا يسلم نفسه طواعية أبداً، إنّه يتقمص البديهي لكي يتستر على ما يمكن أن يتجه السلوك النفعي من دلالات رمزية.



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعين

جميع الحقوق محفوظة

مكتبة الجاحظ

2018

  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

من فضلك قم بتعطيل أداة مانع الإعلانات AdBlock لكي يسمح لك بالتحميل موقعنا لا يعرض أيَّة إعلانات ضارة أو مزعجة لك لذا نرجوا منك تعطيل AdBlock وقم بتحديث الصفحة