كتاب الأسس المنهجية لنقد الأديان PDF
دراسة في سؤال المنهج ونظرية البحث
من تأليف : د. محمد بن بسيس بن مقبول السفياني
لا تزال المعرفة المادية المعاصرة تحمل في أثتنائها قيم الحياد المزعوم، وغلواء الغطرسة والإستعلاء، مما أوقع الباحثين في خطئين :
أحدهما : أنّ المنهج التجريبي لا يتعامل إلاّ مع المحسوسات مما يستلزم إهمال الأديان؛ لأنّها ليست من موضوعه، وإنّما بحثها من الجوانب المحسوسة فيها كالوثائق المكتوبة ونوع الورق والحبر والمعابد المشيَّدة وما عليها من رسومات وزخرفات.
والثاني : أنَّ هذا المنهج لما تربَّى في أحضان العلمانية الدهرانية أضاف إلى ماديته التعامل مع الأديان على مسافة واحدة فلا تفضل ديناً على دين، وإنّما تتعامل مع الشرك معاملتها مع التوحيد، ومع الأديان الباطلة معاملة الإسلام الحق، وبسب ذلك اختطلت الحقائق وتحيَّرت الفهوم فوقف الناقد البصير أمام صحراء لا ماء فيها إلاّ وَهَجَ السراب وعاد المنهج العلمي مارداً جبَّاراً يغير على عقل الإنسان وشعوره فينتزع منه الحق والفضيلة كما ينتزع السفُّود إذا وُضع في الصوف المنفوش، وبات من الواضح أنّ كبرياء الإسلام في مأزق، وأنَّ تلك الدراسات المتعلفَّعة بوشاح الحياد البارد، وأردية الرزانة الأكاديمية؛ إنّما تُخفي في باطنها دسائس العلمانية، وحزازات التعصُّبات الدينية الباطلة، فاحتيج إلى إبراز المنهج النقدي الصحيح الذي يصلح أن يكون الدين موضوعاً له فيقف من الأديان موقفاً معياريا نقدياً، لا يكتفي بمجرد التوصيف والمقارنة بل يعزلها في أصولها وفروعها إلى حقّ وباطل، مع احتفاظه بصدقه وعدله وموضوعيته.
ومن هنا جاءت هذه الدراسة العلمية لبناء الأسس المنهجية لنقد الآراء والديَّانات.
إضــغــط هــنا لــتحميل الــكتاب
إضــغــط هــنا لــتحميل الــكتاب