كتاب الاقتصاد العالمي المعاصر PDF
منذ عام 1980
من تأليف: ألفريد ايكس الابن
في الجيل التالي لعام 1980 مر الاقتصاد العالمي بتغيرات كبيرة وتقلب هائل، فقد أزال التقدم التكنولوجي في النقل والاتصالات ومعالجة حدود الزمان والمسافة التقليدية، ومع انهيار الكثلة السوفيتية واندماج الصين في النظام التجاري العالمي، دخل من أربعة الى خمسة مليارات من البشر في اقتصاد السوق العالمي، وفتحت تلك الأحداث الباب أمام حقبة جديدة من الرأسمالية التي رفعت عنها القيود، ودفعت الولايات المتحدة بنموذجها الاقتصادي الليبرالي الجديد الذي ينطوي على التجارة الحرة والأسواق المفتوحة، ونتيجة لذلك أصبح الاتصال أفضل بين الناس وتسارع تدفق التجارة ورأسمال والمهاجرين والمعلومات، وأسقطت الاتفاقيات التجارية الحواجز التي تحول دون الوصول الى الأسواق، وبدأت المشروعات متعددة الجنسيات تتعامل مع العالم على أنه اقتصاد واحد من أجل إنتاج السلع وبيعها.
كما اتضح، كان الاقتصاد العالمي في فترة مابعد الحرب الباردة معنويا، فقد أسهم الإقراض السهل والا ئتمان المسير والأدوات المالية غير مختبرة والمنظمين المهملين وأيديولوجيا السوق الحرة مجتمعين في تغدية انتعاش على مستوى في العقارات وأسواق الأوراق المالية. وعندما انفجرت الفقاعة الأول مرة في 2007-2008.
انهارات أسعار المساكن، وتوقف المقترضون عن سداد قروض الرهن العقاري، وبسرعة اختفت الثروات التي تكونت بسرعة في أسواق الأسهم والسندات، وخفت حدة التحمس لرفع القيود والتوسع التجاري، وكما حدث في الثلاثينيات القرن العشرين، دخلت الحكومات لاصلاح الأسواق وإنعاشها،وحاولت إنقاذ المشروعات شديدة الأهمية من الفشل.
كتاب الاقتصاد العالمي المعاصر - ألفريد ايكس |
ترك الانهيار الدول الأكثر تقدما في صورة سيئة، حيث كانت تواجه تعديلات ضخمة، وقد زعزع الايمان بإجماع واشنطن للأسواق الحرة والرأسمالية المنظمة تنظيما خفيفا، ويبدو أنه عزز مدافعى السوق الناشئة عن المشروعات المملوكة للدول والتنظيم الحكومي القوي، وبينما قادت بريطانيا الاقتصاد العالمي في القرن التاسع عشر، وأمريكا العالم في أواخر القرن العشرين، رأى كثيرون أن البلدان النامية، كالصين والهند وغيرهما من العمالقة الناشئين،سوف تكون لها أدوار محسنة في نظام القرن الحادي والعشرين وستصبح المحركات الجديدة النمو العالمي، ويسعى هذا الكتاب عن الاقتصاد العالمي المعاصر الى تقديم رؤية تاريخية التطورات المهمة، وتبحث الفصول الاتجاهات العريضة، والمناطق والبلدان الرئيسية،وتطور الفكر بشأن الاقتصاد الدولي، والتجارة والتمويل الدوليين،وظهور الأعمال التجارية المتعدية للقوميات، والأزمة الاقتصادية في 2007-2010، كما يبحث الكتاب الجانب الخفي للعولمة - بما في ذلك القضايا المتصلة بالانجاز في البشر والمصانع الاستغلالية، والجريمة والارهاب، والصحة، والبيئة، وأخيرا تستعرض الخاتمة الجهود الأولية لتنظيم الاقتصاد العالمي وإعادة توازنه وتحقيق النمو المستدام، في وقت تطمح فيه القوى الناشئة الى تولي دور القيادة في الشؤون الاقتصادية الدولية.