كتاب دع القلق وإبدأ الحياة PDF
المؤلف: ديل كارينجي
منذ أن ترجم الأستاذ محمد عبد المنعم الزيادي هذا الكتاب للمرة الأولى وترجمته تحتل مكانا مرموقا في المكتبة العربية، فهو من الكتب القليلة التي وزع منها ملايين النسخ، وتلك شهادة نجاح استثنائي في مجتمعاتنا العربية التي لا تشكل القراءة المصد الرئيسي لثقافتها ولا يحظى الكتاب الواسع الانتشار فيها بأكثر من عدة آلاف أو على أقصى تقدير عشرات الالآف من النسخ،وهذا التوزيع والانتشار الكبيرين عندما يحققهما مؤلف أجنبي مترجم فإنه لا بد متصف بقدر هائل من الاقتراب الناجح من الذائقة العربية، ولعل شهادة أخرى بنجاح هذا الكتاب يجدر التوقف عندها لأهميتها هي شهادة الداعية الإسلامي الكبير الراحل:الشيخ محمد الغزالي رحمه الله رحمة واسعة، فهو يقول في كتابه " جدد حياتك" لقد قرأت كتاب : {" دع القلق وابدأ الحياة " للعلامة ديل كارينجي الذي عربه الأستاذ عبد المنعم الزيادي فعزمت فور انتهائي منه أرد الكتاب الى أصوله الإسلامية،}.
ويضيف الشيخ محمد الغزالي :" لا لأن الكاتب الذكي نقل شيئا عن ديننا بل لأن الخلاصات التي أثبتها بعد استقراء جيد لأقوال الفلاسفة والمربين وأحوال الخاصة عن نبينا،إن المؤلف لايعرف الإسلام ولو عرفه لنقل منه دلائل تشهد للحقائق التي قررها أضعاف مانقل من أي مصدر آخر، إن الفطرة السليمة سجلت وصاياها في هذا الكتاب بعد تجارب واختبارات، وما انتهت من تسجيله جاء صورة أخرى للحكم التي جرت لسان النبي العربي الكريم محمد بن عبد الله منذ قرون ،وبذلك اتفق وحي التجربة ووحي السماء".
كتاب دع القلق وابدأ الحياة - ديل كارينجي |
ومانود التوقف عنده من حديث الشيخ محمد الغزالي عن الكتاب هو أنه سجل الوصايا "الفطرة السليمة" ، فهذا الكتاب نموذج لما كنا في حاجة اليه بالفعل من الفكر الغربي الذي توجه إليه مثقفونا قبل مائتي عام ناقلين ومرددين لمدارسه الإيديلوجية المختلفة ومسوقين دون تدقيق لثمار فكرية كان كثير منها غريب علينا بحكم نشأته وما ينطوي عليه من أفكار عقائدية مسبقة ، وهو ماجعل النسبة الأكبر مما نقل الينا من هذا الفكر مضغة تلوكها أفوه شرائح محدودة من النخبة المسيسة دون أن يصل القارئ العادي الذي كانت فطرته الدينية حاجزا يمنعه من التفاعل مع هذه الأفكار التي أخذ معظمها شكل " تنظير " جاف يتجاهل الفطرة بل أحيانا يعاديها معاداة تامة.
لقد كان كتاب " دع القلق وابدأالحياة " الدافع لأن يكتب الشيخ محمد الغزالي كتابه " جدد حياتك "، يقول الغزالي :" وخطتي في هذا الكتاب أن أعرض الإسلام نفسه في حشدين متمايزين: الأول من نصوصه نفسها، والآخر من النقول التي كانت تظاهرها في كتابات وتجارب وشواهد الأستاذ الأمريكي ديل كارينجي ".