رابـــط الـــقراءة المباشر + رابـــط التـــحميل المباشر أسفل هذه التدوينة
رواية عن أب يجمع دروع السلاحف، وخال يهيم عشقا وراء حبيبته القرباطية، وأخت تنتظر من يفتض بكارتها، وجدّة لا تُسَلِّم أسرار الجد الأكبر، وراوٍ مجنون يبحث عن أصول الحكاية في العنّابية- هذه القرية المعزولة في شمال حلب، تنتظر القرباط ليعيد البهجة واللهفة للحياة.
خالد خليفة هو روائي وسيناريست سوري، صدرت له رواية " حارس الخديعة " و " دفاتر القرباط " و " مديح الكراهية " التي تمّ ترشيحها للائحة القصيرة لجائزة " بوكر " العربية.
مقتطف من الـــرواية :
"لم أعد أنتظر شيئا، صمتت عائشة وبانت لي عيناها في الظلام رائعتي الجمال، ثم رأيت شفتيها كأنهما تقولان إن الطفل بدأ يقف على رجليه ويمشي وإن الفصول التي مضت لم نعدها ومواعيد الماء الذي يأتي مرتين في الأسبوع فيتحرك الباب الضخم وتفتح الأقفال لاستقباله لم تعد تهمها بشيء، وإن ذلك اليوم قد اقترب كثيرا ثم نهضت، لملمت أشياء الطفل كأنها تستعد للرحيل، أمسكت بيد الطفل وسارت به إلى نهاية الإصطبل وعادت به، ثم سارت وعادت وتركته فبدأ يزقزق ويصفق ويدور على نفسه وصوته يملأ الفضاء، قالت سنرحل، قلت لها وأنا أيضا، طلبت من زليخة أن تتولى أمور فتح الأبواب المقفلة، وكأني استعدت نشاطي، جلست في النفق، أيقنت أننا نستطيع أن نخرج منه إذا كان الإصطبل هو مركز الدائرة م وكأني ندمت لأني لم أحفر النفق كي يصبح متنفسا لعائشة وطفلها الذي بدا مبتهجا، حارة أصابعه التي أمسكتها في ذلك الفجر قبل أن تستيقظ العنابية وكانت زليخة تفتح الأبواب لتخرج عائشة بفستانها الملون ...".